Monday, May 29, 2006

الصافي بجد!!ا

البداية كانت تحذير من سائق تاكسي لنا بأن الإطار الأمامي يحتاج إلى تزويد هواء ، كنا نسير فوق كوبري أكتوبر ونسير بسرعة تناهز ال 80 كيلومتر
بعد دقائق وفي منتصف الكوبري يخترق حاجز الصمت إنفجار الإطار الأمامي ومحاولتي السيطرة على السيارة ، وخاصة إننا كنا نسير في منتصف الكوبري تقريبا
لم يكن هناك بد سوى السير على الإطار الفارغ لأكثر من مئة متر حتى أتمكن من الوقوف على يمين الكوبري حتى نتمكن من تغيير الإطار ونتفادى إصطدام أي سيارة مسرعة بسياراتنا.
توقفنا ونحن نلهث من المفاجأة أو الهلع ربما ، وبدأنا الهبوط من السيارة ، فتحت حقيبة السيارة لإخرج الأستبن
OPSSSSS
الأستبن سليم ، ولكن الكوريك لا يعمل .. محاولة لإيقاف تاكسي لإستعارة كوريك ، بينما حسام منهمك في فك المسامير الأربعة بالكامل والسيارة مازالت على الأرض .
يتوقف تاكسي ويهبط شاب في أواخر العشرينات ، يحضر الكوريك الخاص به ويبدأ في رفع السيارة ، بينما كريم في الجهة الأخرى من يجتهد في إبعاد السيارات المنطلقة بسرعة الصاروخ وتكاد تصطدم بنا رغم ضوء الفلاشر ووجود كريم .
هرع السائق في تغيير الإستبن بنفسه ، قلت لنفسي
يمكن حس أننا شباب خيخة ومش حنعرف نغير العجلة بنفسنا ، شكلي باين أني مابعرفش!!ا
الإستبن بالمناسبة شكله يثير ضحكاتي كلما رأيته لأنه صغير الحجم بالمقارنة بباقي الإطارات ويشبه إطارات السيارات الرياضية ، قرأ حسام أو إله التفاصيل الصغيرة كما أسميه التعليمات المكتوبة على الإطار باللغة الأسبانية ممنوع السير أكثر من 80 كيلومتر رغم أنه لا يعرف الأسبانية وسألني
أنت جايب العجلة دي من أسبانيا ؟
ابتسمت رغم أنفي ، لا يا حسام دا كان مع العربية من يوم ما أشترتها
أنتهى السائق من عمله في سلاسة ، اتجهت لكريم مسرعا
معاك 5 جنيه ؟
سارع كريم بإخراج الخمسة جنيه من جيبه ، وتوجهت نحو السائق الذي يضع الآن الكوريك في حقيبة سيارته ، ودفعت بالخمسة جنيه في يده
متشكرين أوي يا أسطى
لمحت نظرة لوم في عينيه
عيب يا بيه
تمسكت بموقفي محاولا دفع النقود إلى يده مرة أخرى
يا أسطى كتر خيرك بس أحنا عطلناك وأنت تعبت معانا
دفع السائق يدي
يا أستاذ متحرجنيش دا أحنا على طريق ، والله ما أنا واخد حاجة
شعرت بقشعريرة في جسدي ، لا أدري ماذا أفعل سوى أن أبعد يدي التي أحرجته وأسأله عن أسمه وأنا أتأمل وجهه المعبر
أنت أسمك يا أسطى ؟
أسمي الصافي
أصافحه بحرارة قبل أن يدير سيارته و ينطلق
متشكرين قوي يا صافي
عدت إلى السيارة وأنا مندهش وعلى وجهي تعبير لا أدرك كنهه
تساءل أصدقائي
تصوروا مرضيش ياخد الفلوس ، البلد دي بجد كانت ممكن تبقى بلد مهمة بناسها بس يا خسارة
انطلقت بالسيارة دون أن يفارقني تعبير وجهه وهو محرج يحاول إبعاد يدي التي تحمل النقود
يا سلام يا جدعان ، الشاب المصري الجميل ده لعب في دماغي
بكل بساطة وبدون شعارات وبدون هي دي مصر يا عبلة جعلني أعيد التفكير في أشياء كثيرة متعلقة بهذا الوطن الذي فقدت التواصل معه منذ سنوات
تذكرت ما حدث في آخر حفل حضرته حينما عزف السلام الوطني ولم ينهض إلا قلة من الحضور لم أكن بينهم ، كنت جالسا عن قصد
تذكرت الخرقة المتسخة التي كنا نحييها في المدرسة وسألت نفسي يوما ليه المدرسة مفيهاش علم بجد نظيف وجديد علشان نحييه .. وقتها كان يعني الوطن بداية لأشياء لم تكتمل
أما الآن فينبغي أن أعيد التفكير في وصل ما أنقطع
نعم وضعني الصافي على بداية جديدة لطريق قديم

Saturday, May 27, 2006

حنان تاني صداع حرام

أخيرا أرتدت حنان ترك الحجاب بعد صداع لعدة سنوات
يا ألف نهار أبيض
دقي يا مزيكا
لكن يا فرحة ما تمت ، وحنان ستظل جاثمة على أنفسنا تمثل بالحجاب ، ولن تعتزل
لست ضد أن ترتدي حنان أو أي فتاة الحجاب باختيارها أو إرادتها الشخصية . ولكن ضد أن تمثل حنان أو أي ممثلة وهي تضع شرط التمثيل بغطاء الرأس . لأن هذا الشرط يحمل مغالطة مهنية إذ أن التمثيل في أبسط صوره هو تقمص وأداء لشخصيات مختلفة غير لصيقة بشخصية مؤدي أو مؤدية الدور .و أن التشكل والتغير في شكل الممثل يتغير بحسب طبيعة الدور وهوأحد مقتضيات المهنة ومقوماتها. فكيف تقبل الممثلة نفسها بهذا الوضع أو يقبل مخرج أو منتج ما أن تأتي ممثلة لتفرض دورها في الحياة وليس دورها في النص الدرامي .. وهذا من وجهة نظري يعبر عن تقصير مهني واضح يعكس بالطبع تخلف المجتمع وتراجعه
والمقصود بمقتضيات المهنة هي الأدوات والمقومات التي تؤهل للشخص ممارساتها . فليس مقبولا أن يرفض طبيب علاج مريض لأن لديه حساسية من منظر الدم !! وإذا أصاب لاعب الرماية مشكلة في الإبصار فأنه حتما سيسارع بالإعتزال!!ا
أتمنى أن كل فنانة لاتجد في نفسها أحد مقومات مهنة التمثيل "التشكل والتغير"أن تسارع باعتزال التمثيل والبحث عن عمل آخر تصلح ممارسته بغطاء الرأس . ولكن أتمنى أيضا ألا يكون هذا العمل هو ممارسة دور الداعية لأنهن لا يملكن مقاومته أيضا وعلى رأسها العلم مما يضعهن في حرج واضح كما حدث لحنان ترك
حدث هذا في حلقة من برنامج ( خليك بالبيت ) أذيعت بتليفزيون المستقبل منذ عام ونصف تقريباَ. في هذه الحلقة استضافها فيها الإعلامي اللبناني زاهي وهبى .وأرتدت فيها حنان قناع الداعية الإسلامية منذ بداية الحلقة ،وحينما سألها زاهي عن علاقتها حالياً بأهلها أخطأت في الآية الكريمة وقالت ان الله أوصى بالأهل وقال في كتابه "لاتقل لهما أوف ولا نوف"وحينما سارع المشاهدين عبر الفاكس والتليفون بتصحيح الآية(لا تقل لهما أوف ولا تنهرهما) وصبوا لعناتهم وغضبهم على رأسها . فسارعت حنان بالإعتذار مؤكدة أنها لا تقصد أي إساءة.وأن الأمر ليس إلا خطأ غير مقصود.دلالة الواقعة هي تورط حنان في لعب دور ليست جديرة بلعبه . وأنها لم تقتنع بدورها كممثلة صارت تبحث عن دور آخر (دور الداعية) مما أوقعها في الحرج وكشف مأساتها النفسية.
الأكثر صوابا من وجهة نظري أن يقترن حجاب حنان أو أي فنانة بالإعتزال التام والاختفاء عن أغلفة المجلات كما فعلت شادية ، حتى لا تكن مثل الفراشات اللاتي لا تقوين على الابتعاد عن الضوء حتى الاحتراق

Monday, May 22, 2006

تفريجة من سولو






ألبي دعوة سولو وأجيب على السؤال ، ولكني اختلف معه في الرأي في كونها تدبيسة ، بل على العكس أسميها تفريجة لأننا محتاجون لوضع خطوط بالقلم الأحمر تحت الأشياء التي تفرحنا وتسعدنا وخاصة في ظل ظروفنا النفسية جميعا بسبب ما يمر به الوطن محنة!!اا
مئات الأشياء تجعل الدنيا حلوة ومحتملة من الممكن أن تمر بالذهن ولكن حينما تكون محل التقاط يسقط الكثير منها، ولكن ما التقطه الآن
- مراحل صنع فيلم أيا كان نوعه سواء كان تسجيلي أو روائي -
- لحظة العرض الأول لفيلم صنعته -
- مشاهدة فيلم تكتشف أنه على الدرجة من الجودة كان بقدر توقعك -
- قراءة رواية لماركيز-
- سماع أغنية لفيروز أو زياد رحباني -
- القهوة المظبوط وخاصة لما البن يكون كولومبي من عند عبد المعبود -
- الواين الأحمر وخاصة لو أسباني ، إيطالي ، فرنسي ، تونسي -
لقاء صديق حميم لم أراه منذ سنوات وخاصة بالصدفة في الشارع أو أي مكان -
- المشي ليلا في شوارع برشلونة وبالذات في منطقة الميناء-
- مشاهدة أفلام شون بين و وودي آلان-
- رؤية سعاد حسني على الشاشة -
قراءة رباعيات صلاح جاهين ، وتذكرها برفقة الأصدقاء وخاصة في الرحلات النيلية-
المشي في شوارع الزمالك يوم الجمعة صباحا وشرب البرتقال الفريش عند سيموندس -
اختيار الإكسسوارات و تيمات الديكور المختلفة وبخاصة الشموع سواء لنفسي أوكهدايا للأصدقاء وأيضا اختيار التيشيرتات-
شراءأفلام دي في دي وبخاصة لأفلام تحبها أو تبحث عنها منذ زمن-
- قراءة الأعمال الكاملة لأمل دنقل وبخاصة أوراق الغرفة 8 -
-قراءة رواية لخيري شلبي -
- الوصول لمطار ما بعد رحلة طويلة بالطائرة ومتعة إشعال أول سيجارة بعد عذاب المنع لساعات -
- مشاهدة شاب وفتاة تتشبكان إيديهما ومشاعر الحب على وجههما -
-النظر في عيون فتاة عميقة مثل البحر
- ركوب مركب في النيل -
-أكل السمك عند أبو أشرف و الجلوس بجوار قلعة قايتباي ليلا -
- مشاهدة الصور الفوتوغرافية العائلية وبخاصة الصور القديمة -
- لحظة الإنتهاء من إصلاح السيارة ومحاسبة الميكانيكي والتحرك بالسيارة لبضعة أمتار-
- مشاهدة طفل يطير طيارة ورق أو بيربي حمام ( قبل إنفلونزا الطيور )-
- السفر وبخاصة لدولة من دول أمريكا اللاتينية
كفاييييييييييييييييييييييية
الدور في التفريجة (التاج) على نور وغادة سامحوني ويارا وياسرمن كام شتا وكريم مركب ورق ورات وديدو وإلكسندرا وفطوما لم تخلص امتحانات

Thursday, May 18, 2006

الرسالة بعد الأخيرة

دق هاتفه الجوال معلنا وصول رسالة جديدة ..
ألتمعت الشاشة ، ربما لمعت عينيه وهو يقرأ رسالتها
I made my own decision .I'll not come 2 visit u and this my last sms 4 u . I can't feel love through this distance between us . good bye
فكر قليلا ثم أرسل الرد
Really , I haven’t solution, really I don’t know what I can do
Come to visit me here and then we discuss that face 2 face
What do u think ? Luv u
رغم قرارها بأن تكون الرسالة السابقة هي الرسالة الأخيرة إلا أنها أرسلت رداً اعتبره رسالتها بعد الأخيرة
No! for me nothing 2 discuss and I don't want 2 meet u .it hurt me only if i see u again
ترك هاتفه جانباً ، وشعر بلمعان عينيه لكنه لم يراهما
لم تكن دموع بل فيض من الذكريات والأماكن والناس والمدن التي مرا بها سوياً
لحظات الفرح والحزن والضحك والغضب والانتظار التي اعتصرتهما معاً
سأل نفسه: هل هذه الرسالة بعد الأخيرة هي النهاية فعلا لعلاقتهما ؟، هل سيقدر لهما أن يلتقيا مجددا حتى كأصدقاء؟ اا
انتظر أن يعثر له القدر على إجابة لكنه لم يدرك ان الانتظار ربما سيطول

Tuesday, May 16, 2006

من الذي لم يعشقك Sea Inside





هذاالفيلم غير أشياء كثيرةفي حياتي ومازلت أعيشه حتى اليوم في مخيلتي ربما لأنني كنت واقع دائما في جدل ذاتي وأحيانا جماعي حول الموت والحياة
وهوأحد الأسباب التي دفعتني لتسمية مدونتي "البحر بداخلي"
لم أستطع الكتابة عن هذا الفيلم حتى الآن رغم أنني شاهدته من فترة ، ولكن كلمات غادة في مدونتها" سامحوني مكنش قصدي " شجعتني لكتابة رأيي في بعض عناصر الفيلم
الفيلم يحمل قيم فنية رفيعة في كافة عناصره وبخاصة السرد واالتمثيل والموسيقى والإضاءة وأقف الآن عند بعض المشاهد العالقة بذاكرتي ..في مشهد وداع الأهل ، هل تتذكرون جري أبن الأخ الشاب وراء الحافلة التي يستقلها رامون؟
هل تتذكرون حينما غادر رامون المنزل لأول مرة متوجها إلى المحكمة كيف رأى الطريق ، مظاهر الحياة من شجر وطيور وقبلة متبادلة بين شاب وفتاة .هل تتذكرون شخصية الطفل الصغير حينما قرص رامون من ساقه وقال لها أنه يمثل المرض!!
مشهد رامون والقس الذي يمر بنفس ظروفه والحوار بينه حول الموت والحياة ومساعد القس يأتي بجمل الحوار ويرجعها . إلا أن يتم اشتباك بين الأثنين حواريا دون أن يرى كلا منهما الآخر!!
عشرات التفاصيل والمشاهد البديعة أجملها من وجهة نظري مشهد طيرانه المتخيل ليصل إلى المكان الذي تسير فيه الحبيبة
المخرج الأسباني أليخاندرو آمينبار مواليد عام 1972 لأب تشيلي وأم أسبانية . سافرت أسرته إلى أسبانية بعد عام واحد
من ميلاده ، وأقام ودرس بمدريد وأخرج أفلامه الطويلة وعمره 23 سنة أما أول الأفلام التي حققت شهرة عالمية هو Open Your Eyes
والذي اقتبسته هوليوود تحت عنوان
Vanila Sky
أما أول الأفلام التي أخرجها بالفعل في أمريكا وباللغة الإنجليزية هو " الآخرون" عام 2001
The Others
اليخاندرو هو مخرج فيلم بداخل البحر ومشارك في السيناريو مع ماتيو جيل وكذلك مؤلف هذه الموسيقى الرائعة وأيضا
قام بعمل المونتاج للفيلم أي أننا أمام موهبة سينمائية مرعبة
الفيلم بالإضافة لإوسكار أحسن فيلم أجنبي لعام 2005 حصل أيضا على جائزة جولدن جلوب لعام 2004 وكذلك 14 جائزة منها أحسن فيلم من جوائز جويا
الفيلم موجود لدي وعليه ترجمة عربية ، ومن الممكن تنسيق عرض جماعي لمن يريد في نادي سينما الجيزويت أو في
أي مكان عرض آخر مع صديقنا ياسر " بعد الطوفان والجو شبورة" صاحب مدونة من كام شتا
تحياتي
أحمد

Sunday, May 14, 2006

مدرسة للسينما المستقلة

مدرسة افلام الديجيتال القصيرة المستقلة منخفضة التكلفة
جيزويت القاهرة مركز التدريب على صناعة الفيلم القصير
روائي / تسجيلي / تجريبي
مدة الدراسة تسعة اشهر بداية من شهر مايو 2006 يدرس فيها المتدربون اربعة مواد اساسية وهي السيناريو والاخراج والتصوير والمونتاج
بهدف التدريب على صناعة فيلم الديجيتال منخفض التكلفة باستخدام ادوات الانتاج وهي الكاميرا وادوات تسجيل الصوت ووحدة المونتاج والميكساج فقط
بهدف صناعة افلام ديجيتال مستقلة - بانواعها الروائي القصير والتسجيلي والتجريبي- تعبر عن افكارهم ورؤيتهم وذلك عن طريق تدريبهم للوصول الى افكار افلامهم وتطويرها وصناعة هذه الافلام بدون اي ميزانيات لينتهي تدريب المتدربين في المدرسة بانجاز كل منهم لثلاثة افلام ديجيتال قصيرة فيلم روائي وفيلم تسجيلي وفيلم تجريبي
سيتم العمل في المدرسة بمعدل لقاء واحد في الاسبوع بواقع اربع لقاءات شهرية لتطوير الافكار وصياغة السيناريوهات والتدريب على اساليب تنفيذها والتدريب على حرفيات عمل المخرج والتدريب على التصوير والمونتاج
وتعتمد الفكرة الاساسية في نظام التدريب والدراسة في المدرسة على ان يعمل المتدربين على مشروعات افلامهم مع مخرجين وكتاب سيناريو مستقلين اصحاب خبرة انجزوا افلامهم الديجيتال القصيرة بالفعل وليسوا مجرد مدربين او اساتذة اكاديميين او صناع افلام لم يخوضوا تجربة صناعة افلام مستقلة
كل هذا بخلاف مشاهدة وتحليل الافلام الهامة عبر نادي السينما الذي سيعمل بشكل موازي للدراسة في المدرسة طوال التسعة اشهر مدة الدراسة
هذا بالاضافة لتوفير مونتير محترف لمعاونة المخرجين في تحقيق افلامهم في نهاية المشروع لخروج اعمالهم بالمستوى اللائق
في النهاية سيتم عرض هذه الافلام في مهرجان افلام الديجيتال المستقلة الذي ستنظمه الجمعية في شهر ديسمبر من عام 2006
ويبقى للمخرجين صناع هذه الافلام الحق الفني والادبي الكامل في افلامهم مع احترام ملكيتهم الفكرية لافلامهم في النهاية ولهم حق التصرف االكامل في افلامهم بعد انتهائهم منها
للإستعلام والإتصال
جمعية النهضة العلمية و الثقافية ( جيزويت القاهرة )
تليفون : 5920909

ملحوظة : آخر ميعاد للتقدم 19 /5 / 2006

Saturday, May 13, 2006

البحث عن الروح المفقودة

المسافة 220 كيلومتر
الطريق من القاهرة إلى الإسكندرية ليس بعيداً
ولكنني أشعر اليوم وبعد 16 عاماً على رحيلي من مدينتي الساحلية ، أن الإسكندرية أصبحت بعيدة جداً
.. الشوارع لم تبارح أماكنها .. الأقارب ربما يعيشون في نفس البيوت .. قلعة قايتباي مازالت صامدة أمام الأمواج الغاضبة دوماً .. إيليت بنوافذه الزجاجية العريضة نافذتي على العالم .. مقهى كريستال التي حملت اليوم اسم آخر .. ( الشيخ علي ) حيث أطباق الكالماري واصطدام زجاجات الستيلا الخضراء الممتزج مع نشاز عازف العود في شجن محبب .. قطع البازلت الأسود التي تغطي طريق الترام القديم فتهتز السيارات .. الكورنيش من المنتزه للأنفوشي .. نفس الأماكن جغرافياً لكنها لم تعد تتحلى بتلك الروح القديمة .
إسكندريتي .. أين ذهبت روحك الماجنة العاشقة ؟
من تبدل ؟ أنا أم هي ؟
الإنسان أم المدينة ؟
ربما أصابتك الشيخوخة المبكرة ففقدت طعم الأشياء ؟
ربما ..
أين فيروز الجميلة التي خفت عليها من تفاقم أزمتها الصحية بسبب جرينا تحت المطر
أين ذهبت حلقة الأسماك القديمة ، ومشهد ذبح الترسة
ماذا حدث لأبوقير والبحر الميت .. كنا صغارا نستمتع أثناء وجودنا بأبي قير برياضة غريبة !! إخراج السيارات التي تغرس في رمال البحر الميت من محنتها !! الحفر أسفل الإطارات ثم قيام مجموعة منا بدفع السيارة حتى يدور المحرك ، وأحيانا يقفز الأخف حركة فوق كبوت السيارة بعد دورانها ، فتتحرك به بضعة أمتار إلى أن يلحظ قائدها وينهره
تذكرت الآن يوم أن عدت من شاطئ المعمورة بعد أن سُرقت حقيبتي وبها بنطلوني أثناء وجودي في البحر . ركبت القطار بالشورت وأنا أشعر بالخجل !! حزنت يومها لكنها كانت تجربة جديدة !!
تذكرت يوم أن أخذني خالي ( زيزو ) وعمري 10 سنوات لإستخراج ( كارنيه أصدقاء دار المعارف) و الذي أحصل بمقتضاه على تخفيض على الكتب المشتراه . كم كنت سعيداً بأول كارنيه استخرجته في حياتي !!
هذه الذكريات التي تجتاحني الآن لا أعرف منبعها المفاجئ
ربما لأنني أطلقت على مدونتي أسم ( البحر بداخلي ) ؟ ولكن لهذه التسمية حكاية أخرى تتعلق بفيلم أسباني أحببته يحمل
( Sea Inside) أسم
ربما لأنني أريد الآن أن أشعر أنني أكثر صبا من المدينة العجوز ؟
لا .. ليست عجوزا
فهي أكثر شبابا منك
الحل .. أن تتصالح معها في محاولة لتجديد شبابكما المشترك !!
أن تعاود العثور على الروح بداخلها ، و البحر بداخلك .
حاول أن تتصالح معها .. ربما تفلح المحاولة .. لأنك قطعاً ستظل قطعة منها
وإن أنستك بطاقة الهوية أو جواز سفرك إنتمائك لها .. حتماً ستذكرك رائحة البحر