البداية كانت تحذير من سائق تاكسي لنا بأن الإطار الأمامي يحتاج إلى تزويد هواء ، كنا نسير فوق كوبري أكتوبر ونسير بسرعة تناهز ال 80 كيلومتر
بعد دقائق وفي منتصف الكوبري يخترق حاجز الصمت إنفجار الإطار الأمامي ومحاولتي السيطرة على السيارة ، وخاصة إننا كنا نسير في منتصف الكوبري تقريبا
لم يكن هناك بد سوى السير على الإطار الفارغ لأكثر من مئة متر حتى أتمكن من الوقوف على يمين الكوبري حتى نتمكن من تغيير الإطار ونتفادى إصطدام أي سيارة مسرعة بسياراتنا.
توقفنا ونحن نلهث من المفاجأة أو الهلع ربما ، وبدأنا الهبوط من السيارة ، فتحت حقيبة السيارة لإخرج الأستبن
OPSSSSS
الأستبن سليم ، ولكن الكوريك لا يعمل .. محاولة لإيقاف تاكسي لإستعارة كوريك ، بينما حسام منهمك في فك المسامير الأربعة بالكامل والسيارة مازالت على الأرض .
يتوقف تاكسي ويهبط شاب في أواخر العشرينات ، يحضر الكوريك الخاص به ويبدأ في رفع السيارة ، بينما كريم في الجهة الأخرى من يجتهد في إبعاد السيارات المنطلقة بسرعة الصاروخ وتكاد تصطدم بنا رغم ضوء الفلاشر ووجود كريم .
هرع السائق في تغيير الإستبن بنفسه ، قلت لنفسي
يمكن حس أننا شباب خيخة ومش حنعرف نغير العجلة بنفسنا ، شكلي باين أني مابعرفش!!ا
الإستبن بالمناسبة شكله يثير ضحكاتي كلما رأيته لأنه صغير الحجم بالمقارنة بباقي الإطارات ويشبه إطارات السيارات الرياضية ، قرأ حسام أو إله التفاصيل الصغيرة كما أسميه التعليمات المكتوبة على الإطار باللغة الأسبانية ممنوع السير أكثر من 80 كيلومتر رغم أنه لا يعرف الأسبانية وسألني
أنت جايب العجلة دي من أسبانيا ؟
ابتسمت رغم أنفي ، لا يا حسام دا كان مع العربية من يوم ما أشترتها
أنتهى السائق من عمله في سلاسة ، اتجهت لكريم مسرعا
معاك 5 جنيه ؟
سارع كريم بإخراج الخمسة جنيه من جيبه ، وتوجهت نحو السائق الذي يضع الآن الكوريك في حقيبة سيارته ، ودفعت بالخمسة جنيه في يده
متشكرين أوي يا أسطى
لمحت نظرة لوم في عينيه
عيب يا بيه
تمسكت بموقفي محاولا دفع النقود إلى يده مرة أخرى
يا أسطى كتر خيرك بس أحنا عطلناك وأنت تعبت معانا
دفع السائق يدي
يا أستاذ متحرجنيش دا أحنا على طريق ، والله ما أنا واخد حاجة
شعرت بقشعريرة في جسدي ، لا أدري ماذا أفعل سوى أن أبعد يدي التي أحرجته وأسأله عن أسمه وأنا أتأمل وجهه المعبر
أنت أسمك يا أسطى ؟
أسمي الصافي
أصافحه بحرارة قبل أن يدير سيارته و ينطلق
متشكرين قوي يا صافي
عدت إلى السيارة وأنا مندهش وعلى وجهي تعبير لا أدرك كنهه
تساءل أصدقائي
تصوروا مرضيش ياخد الفلوس ، البلد دي بجد كانت ممكن تبقى بلد مهمة بناسها بس يا خسارة
انطلقت بالسيارة دون أن يفارقني تعبير وجهه وهو محرج يحاول إبعاد يدي التي تحمل النقود
يا سلام يا جدعان ، الشاب المصري الجميل ده لعب في دماغي
بكل بساطة وبدون شعارات وبدون هي دي مصر يا عبلة جعلني أعيد التفكير في أشياء كثيرة متعلقة بهذا الوطن الذي فقدت التواصل معه منذ سنوات
تذكرت ما حدث في آخر حفل حضرته حينما عزف السلام الوطني ولم ينهض إلا قلة من الحضور لم أكن بينهم ، كنت جالسا عن قصد
تذكرت الخرقة المتسخة التي كنا نحييها في المدرسة وسألت نفسي يوما ليه المدرسة مفيهاش علم بجد نظيف وجديد علشان نحييه .. وقتها كان يعني الوطن بداية لأشياء لم تكتمل
أما الآن فينبغي أن أعيد التفكير في وصل ما أنقطع
بعد دقائق وفي منتصف الكوبري يخترق حاجز الصمت إنفجار الإطار الأمامي ومحاولتي السيطرة على السيارة ، وخاصة إننا كنا نسير في منتصف الكوبري تقريبا
لم يكن هناك بد سوى السير على الإطار الفارغ لأكثر من مئة متر حتى أتمكن من الوقوف على يمين الكوبري حتى نتمكن من تغيير الإطار ونتفادى إصطدام أي سيارة مسرعة بسياراتنا.
توقفنا ونحن نلهث من المفاجأة أو الهلع ربما ، وبدأنا الهبوط من السيارة ، فتحت حقيبة السيارة لإخرج الأستبن
OPSSSSS
الأستبن سليم ، ولكن الكوريك لا يعمل .. محاولة لإيقاف تاكسي لإستعارة كوريك ، بينما حسام منهمك في فك المسامير الأربعة بالكامل والسيارة مازالت على الأرض .
يتوقف تاكسي ويهبط شاب في أواخر العشرينات ، يحضر الكوريك الخاص به ويبدأ في رفع السيارة ، بينما كريم في الجهة الأخرى من يجتهد في إبعاد السيارات المنطلقة بسرعة الصاروخ وتكاد تصطدم بنا رغم ضوء الفلاشر ووجود كريم .
هرع السائق في تغيير الإستبن بنفسه ، قلت لنفسي
يمكن حس أننا شباب خيخة ومش حنعرف نغير العجلة بنفسنا ، شكلي باين أني مابعرفش!!ا
الإستبن بالمناسبة شكله يثير ضحكاتي كلما رأيته لأنه صغير الحجم بالمقارنة بباقي الإطارات ويشبه إطارات السيارات الرياضية ، قرأ حسام أو إله التفاصيل الصغيرة كما أسميه التعليمات المكتوبة على الإطار باللغة الأسبانية ممنوع السير أكثر من 80 كيلومتر رغم أنه لا يعرف الأسبانية وسألني
أنت جايب العجلة دي من أسبانيا ؟
ابتسمت رغم أنفي ، لا يا حسام دا كان مع العربية من يوم ما أشترتها
أنتهى السائق من عمله في سلاسة ، اتجهت لكريم مسرعا
معاك 5 جنيه ؟
سارع كريم بإخراج الخمسة جنيه من جيبه ، وتوجهت نحو السائق الذي يضع الآن الكوريك في حقيبة سيارته ، ودفعت بالخمسة جنيه في يده
متشكرين أوي يا أسطى
لمحت نظرة لوم في عينيه
عيب يا بيه
تمسكت بموقفي محاولا دفع النقود إلى يده مرة أخرى
يا أسطى كتر خيرك بس أحنا عطلناك وأنت تعبت معانا
دفع السائق يدي
يا أستاذ متحرجنيش دا أحنا على طريق ، والله ما أنا واخد حاجة
شعرت بقشعريرة في جسدي ، لا أدري ماذا أفعل سوى أن أبعد يدي التي أحرجته وأسأله عن أسمه وأنا أتأمل وجهه المعبر
أنت أسمك يا أسطى ؟
أسمي الصافي
أصافحه بحرارة قبل أن يدير سيارته و ينطلق
متشكرين قوي يا صافي
عدت إلى السيارة وأنا مندهش وعلى وجهي تعبير لا أدرك كنهه
تساءل أصدقائي
تصوروا مرضيش ياخد الفلوس ، البلد دي بجد كانت ممكن تبقى بلد مهمة بناسها بس يا خسارة
انطلقت بالسيارة دون أن يفارقني تعبير وجهه وهو محرج يحاول إبعاد يدي التي تحمل النقود
يا سلام يا جدعان ، الشاب المصري الجميل ده لعب في دماغي
بكل بساطة وبدون شعارات وبدون هي دي مصر يا عبلة جعلني أعيد التفكير في أشياء كثيرة متعلقة بهذا الوطن الذي فقدت التواصل معه منذ سنوات
تذكرت ما حدث في آخر حفل حضرته حينما عزف السلام الوطني ولم ينهض إلا قلة من الحضور لم أكن بينهم ، كنت جالسا عن قصد
تذكرت الخرقة المتسخة التي كنا نحييها في المدرسة وسألت نفسي يوما ليه المدرسة مفيهاش علم بجد نظيف وجديد علشان نحييه .. وقتها كان يعني الوطن بداية لأشياء لم تكتمل
أما الآن فينبغي أن أعيد التفكير في وصل ما أنقطع
نعم وضعني الصافي على بداية جديدة لطريق قديم