المسافة 220 كيلومتر
الطريق من القاهرة إلى الإسكندرية ليس بعيداً
ولكنني أشعر اليوم وبعد 16 عاماً على رحيلي من مدينتي الساحلية ، أن الإسكندرية أصبحت بعيدة جداً
.. الشوارع لم تبارح أماكنها .. الأقارب ربما يعيشون في نفس البيوت .. قلعة قايتباي مازالت صامدة أمام الأمواج الغاضبة دوماً .. إيليت بنوافذه الزجاجية العريضة نافذتي على العالم .. مقهى كريستال التي حملت اليوم اسم آخر .. ( الشيخ علي ) حيث أطباق الكالماري واصطدام زجاجات الستيلا الخضراء الممتزج مع نشاز عازف العود في شجن محبب .. قطع البازلت الأسود التي تغطي طريق الترام القديم فتهتز السيارات .. الكورنيش من المنتزه للأنفوشي .. نفس الأماكن جغرافياً لكنها لم تعد تتحلى بتلك الروح القديمة .
إسكندريتي .. أين ذهبت روحك الماجنة العاشقة ؟
من تبدل ؟ أنا أم هي ؟
الإنسان أم المدينة ؟
ربما أصابتك الشيخوخة المبكرة ففقدت طعم الأشياء ؟
ربما ..
أين فيروز الجميلة التي خفت عليها من تفاقم أزمتها الصحية بسبب جرينا تحت المطر
أين ذهبت حلقة الأسماك القديمة ، ومشهد ذبح الترسة
ماذا حدث لأبوقير والبحر الميت .. كنا صغارا نستمتع أثناء وجودنا بأبي قير برياضة غريبة !! إخراج السيارات التي تغرس في رمال البحر الميت من محنتها !! الحفر أسفل الإطارات ثم قيام مجموعة منا بدفع السيارة حتى يدور المحرك ، وأحيانا يقفز الأخف حركة فوق كبوت السيارة بعد دورانها ، فتتحرك به بضعة أمتار إلى أن يلحظ قائدها وينهره
تذكرت الآن يوم أن عدت من شاطئ المعمورة بعد أن سُرقت حقيبتي وبها بنطلوني أثناء وجودي في البحر . ركبت القطار بالشورت وأنا أشعر بالخجل !! حزنت يومها لكنها كانت تجربة جديدة !!
تذكرت يوم أن أخذني خالي ( زيزو ) وعمري 10 سنوات لإستخراج ( كارنيه أصدقاء دار المعارف) و الذي أحصل بمقتضاه على تخفيض على الكتب المشتراه . كم كنت سعيداً بأول كارنيه استخرجته في حياتي !!
هذه الذكريات التي تجتاحني الآن لا أعرف منبعها المفاجئ
ربما لأنني أطلقت على مدونتي أسم ( البحر بداخلي ) ؟ ولكن لهذه التسمية حكاية أخرى تتعلق بفيلم أسباني أحببته يحمل ( Sea Inside) أسم
ربما لأنني أريد الآن أن أشعر أنني أكثر صبا من المدينة العجوز ؟
لا .. ليست عجوزا
فهي أكثر شبابا منك
الحل .. أن تتصالح معها في محاولة لتجديد شبابكما المشترك !!
أن تعاود العثور على الروح بداخلها ، و البحر بداخلك .
حاول أن تتصالح معها .. ربما تفلح المحاولة .. لأنك قطعاً ستظل قطعة منها
وإن أنستك بطاقة الهوية أو جواز سفرك إنتمائك لها .. حتماً ستذكرك رائحة البحر
الطريق من القاهرة إلى الإسكندرية ليس بعيداً
ولكنني أشعر اليوم وبعد 16 عاماً على رحيلي من مدينتي الساحلية ، أن الإسكندرية أصبحت بعيدة جداً
.. الشوارع لم تبارح أماكنها .. الأقارب ربما يعيشون في نفس البيوت .. قلعة قايتباي مازالت صامدة أمام الأمواج الغاضبة دوماً .. إيليت بنوافذه الزجاجية العريضة نافذتي على العالم .. مقهى كريستال التي حملت اليوم اسم آخر .. ( الشيخ علي ) حيث أطباق الكالماري واصطدام زجاجات الستيلا الخضراء الممتزج مع نشاز عازف العود في شجن محبب .. قطع البازلت الأسود التي تغطي طريق الترام القديم فتهتز السيارات .. الكورنيش من المنتزه للأنفوشي .. نفس الأماكن جغرافياً لكنها لم تعد تتحلى بتلك الروح القديمة .
إسكندريتي .. أين ذهبت روحك الماجنة العاشقة ؟
من تبدل ؟ أنا أم هي ؟
الإنسان أم المدينة ؟
ربما أصابتك الشيخوخة المبكرة ففقدت طعم الأشياء ؟
ربما ..
أين فيروز الجميلة التي خفت عليها من تفاقم أزمتها الصحية بسبب جرينا تحت المطر
أين ذهبت حلقة الأسماك القديمة ، ومشهد ذبح الترسة
ماذا حدث لأبوقير والبحر الميت .. كنا صغارا نستمتع أثناء وجودنا بأبي قير برياضة غريبة !! إخراج السيارات التي تغرس في رمال البحر الميت من محنتها !! الحفر أسفل الإطارات ثم قيام مجموعة منا بدفع السيارة حتى يدور المحرك ، وأحيانا يقفز الأخف حركة فوق كبوت السيارة بعد دورانها ، فتتحرك به بضعة أمتار إلى أن يلحظ قائدها وينهره
تذكرت الآن يوم أن عدت من شاطئ المعمورة بعد أن سُرقت حقيبتي وبها بنطلوني أثناء وجودي في البحر . ركبت القطار بالشورت وأنا أشعر بالخجل !! حزنت يومها لكنها كانت تجربة جديدة !!
تذكرت يوم أن أخذني خالي ( زيزو ) وعمري 10 سنوات لإستخراج ( كارنيه أصدقاء دار المعارف) و الذي أحصل بمقتضاه على تخفيض على الكتب المشتراه . كم كنت سعيداً بأول كارنيه استخرجته في حياتي !!
هذه الذكريات التي تجتاحني الآن لا أعرف منبعها المفاجئ
ربما لأنني أطلقت على مدونتي أسم ( البحر بداخلي ) ؟ ولكن لهذه التسمية حكاية أخرى تتعلق بفيلم أسباني أحببته يحمل ( Sea Inside) أسم
ربما لأنني أريد الآن أن أشعر أنني أكثر صبا من المدينة العجوز ؟
لا .. ليست عجوزا
فهي أكثر شبابا منك
الحل .. أن تتصالح معها في محاولة لتجديد شبابكما المشترك !!
أن تعاود العثور على الروح بداخلها ، و البحر بداخلك .
حاول أن تتصالح معها .. ربما تفلح المحاولة .. لأنك قطعاً ستظل قطعة منها
وإن أنستك بطاقة الهوية أو جواز سفرك إنتمائك لها .. حتماً ستذكرك رائحة البحر
4 comments:
البحر .. إسكندرية .. إيليت .. ستلا ساقعة .. إستيريا .. تاريخ مشترك .. ملكية عامة شديدة الخصوصية ..
جميل يا رشوان .. و شبهنا ..
نورت الفضاء التدوينى كله
أخشى أن تكون تحولت إلى مليكة عامة تحت دعوى التطوير أثرت بالطبع على ملكيتنا الخاصة لمعشوقتنا
كثيرا من التماثيل القبيحة احتلت الميادين ، كثير من الأماكن والمقاهي اتغيرت وحتى كاليتيا تغير شكله وتم تقسيمه على يد ورثة المالك الأصلي!!
حاول تقارن يا ياسر بين شكل كاليتيا آخر مرة قعدنا فيه من كام شهر و شكله في فيلم زوجة رجل مهم 1987
حتى شكل محطات القطار اتغير
حينما كان بناء شيراتون المنتزة يتصاعد
وكنت أراقب عملية البناء تدريجيا من فوق سطح منزلي بالمندرة ، كان البناء يحجب البحر تدريجيا إلى أن حجبه نهائياً
خسارة البحر يا ياسر
لأ مش خسارة
يلا نروح إسكندرية الشهر الجاي ونحاول نصلح علاقتنا بها شوية
حنين حنين حقيقي
يمكن لو مش اسكندراني ولا عمرك عرفت اسكندرية برضه تقدر تحسه
مشاعر كتيرة بتربطنا بالاماكن اللي بتتغير وتسيب فينا مساحات من الفقد والاسئلة والعمر اللي ما يبانش انه بيفلت مننا غير لما نلاحظ التغيير اللي بيتم مع الوقت على الاماكن وعلاقتنا بيها اللي بتتغير هيا كمان
ويفضل الحنين الحقيقي لحاجات كتير راحت وبتروح مننا وقطر الزمن اللي ما بيقفش ابدا بياخدها معاه
لكن يمكن انت واحنا نعاك مدينين بالشكر للي بيحصل حوالينا لانه السبب الرئيسي اللي بيخلينا نعرف مشاعرنا واد اية هيا جميلة
وهوا اللي بيخلي ذكرياتنا تبقى ذكريات وتكتسب بكدة صفة الخلود وحتى قطر الزمن ما يقدرش ياخدها مننا ابدا لانها في اللحظة دي بتبقى جوانا حتة مننا
احب ما تكتبه في هذه المدونة
مبروك
Post a Comment