
حينما جلست أمام الكومبيوتر وأمامي نسخة من العقد وجدول العمل .. كان الغرض هو كتابة ملاحظات على العقد و الجدول وإرسالها للشركة عبر الإيميل استعدادا لتوقيع العقد بعد يومين
وبعد أن أعدت قراءة العقد للمرة الثالثة ، وحددت النقطة الأولى التي سأكتبها ضمن الملاحظات ، وجدتني أكتب التالي
السيد الفاضل
تحية طيبة وبعد
الحقيقة وبعد تفكير طويل .. يؤسفني الإعتذار عن تنفيذ العمل الموكل به إلي السبب الوحيد أنني لم أجد بداخلي أي صدى أو تفاعل لهاتين الفكرتين، رغم أنني مخرج محترف ، وبالتالي لن يظهرا بالشكل الذي يتمناه كلانا
أؤكد لسيادتكم مدى اعتزازي بشركتكم ورغبتي في العمل معكم مستقبلا على موضوعات تثير اهتمامي وأستطيع أن أحولها إلى أشرطة تلقى قبولكم وقبول المشاهد اعتذر عن تأخري لمدة يومين في إتخاذ هذا القرار ، والذي أخشى أن يكون أدى إلى أي ارتباك إداري لديكم وإلى لقاء قريب
لا أعرف لماذا كتبت هذه الرسالة وأرسلتها في الحال .. ربما كان هذا التفكير الذي ذكرته في الرسالة كان يدور في عقلي الباطن لمدة يومين متواصلين ، بينما عقلي الواعي كان يحاول إيجاد مبرر لقبول عمل لم أجد نفسي فيه ، ويحاول الوصول لأفضل الشروط حتى يخرج العمل في أفضل حال ، ربما لرغبتي الفعلية في العمل معهم واعتزازي بهم
طريقة اتخاذ هذا القرار من أغرب الطرق التي حدثت في حياتي ، والشعور بالإرتياح بعد إتخاذ قرار من هذا النوع شعور رائع لماذا تقبل .. لماذا ترفض أو تعتذر .. لماذا بهذه الطريقة أو ذاك .. يعني إيه قرار ؟؟ أسئلة مُلحة تجعلك تدرك أن هناك مساحات بداخلك لم تكتشفها بعد لا تقلق سأحاول معرفة المزيد عنك سأحاول منحك ما يشعرك بالراحة والطمأنينة
لكن في المقابل عدني أنت تكن أنت