Saturday, June 17, 2006

عودة










يا اسكندرية
بحرك عجايب
ياريت ينوبني من الحب نايب
تحدفني موجه
على صدر موجه
والبحر هوجه
والصيد مطايب
أغسل هدومي
وأنشر همومي
على شمس طالعه
وأنا فيها دايب
إسكندرية / نجم بتاع زمان

إسكندرية بعد انقطاع مؤقت ، تعود لتحضني وتحتويني ، تربت على كتفي وتبتسم لي في حنو
لم تكويني معي هناك ، لكني شعرت بروحك ترفرف على الأمكنة ، تشاركنا كل التفاصيل والألوان والروائح والأطعمة ، وذبنا في قبلة امتدت من الغروب حتى الليل!!ا
الغروب في المكس
أكلة سمك مع الأصدقاء عند اللول أمام الفنار القديم
البيوت الخشبية الملونة ذات الألوان المبهجة ورسومات لزهور وصبار ومراكب تشبه رسومات الأطفال التلقائية
الصيادين بمراكبهم الخشبية الصغيرة في كفاح مع الأمواج
الأطفال يلهون في براءة ، بعضهم يصنع من مركب قديمة أرجوحة تهتز في دلال
رأيت أبي يقترب من الماء بجلبابه الأبيض وعصاه
لا، لم يكن أبي كان عجوز وحيد ًولكنني شعرت أنه أبي
وشعرت أيضاً أنه يودع البحر
العساكر يحرسون الوحدة العسكرية والفنار في صمت ، يشعرون بقلق من حامل الكاميرا
يعدون الليالي الباقية على انقضاء خدمتهم العسكرية
وجوههم تكللها الطيبة والحزن
والفنار شاهد صامت
محجبات صغيرات يستمتعن بهواء البحر الذي يخترق الروح ، ويستمتعن بمشاعر الحب
الطائرات الورقية تتلامس في السماء الزرقاء ، وقلبي يقفز في فرح طفولي
أتماهي في هذه الأحاسيس البديعة
الصور و التفاصيل
وأعود في اليوم التالي لنفس المشهد
أحتسي نبيذي الأحمر وألهو بكاميرتي
أغوص وأضحك
***
محطة الرمل في المساء
المقاهي والشيشة
حماس البشر وهم يشاهدون كأس العالم
زال شغفي بكرة القدم منذ سنوات طويلة ولكنني مازالت أعشق وشوش الناس وتعليقاتهم وهم يتفرجون
رغم التغير في مقهى كريستال الذي أصبح يحمل أسم آخر لا أتذكره
ورغم رداءة الشيشة كما علق صديقي زكي
إلا أنني بدأت أشعر بحمى العودة بعد غياب طويل عن مدينتي
أرغب في الهذيان و الضحك
وتقبيل كل الأطفال والعجائز
نسير إلى شارع أديب وندخل الشيخ علي ، ورغم الضجة في المكان ومباراة السويد وباراجوي ، إلا أنني احتميت بزجاجة الأستيلا ووجوه أصدقائي وحديثهم
لدرجة أنني تخيلت أن المباراة انتهت بالتعادل السلبي ، ولم اكتشف فوز السويد بهدف إلى من خلال نشرة الأخبار بعد عودتي للمنزل!!ا متى جاء الهدف ، مش مهم !!ا
يدخل شريف، وعلى وجهه ابتسامة حزينة ونظارة طبية ، نتبادل الحديث والنكات رغم ضيق الوقت ، واضطراره للرحيل ، أشعر بقيمة أن يكون لي أصدقاء هنا بعد أن رحل كل أصدقائي القدامى
أشعر أنني بدأت رحلة العودة
وأن إعادة التواصل مع مدينتي بات أمرا محتوم
وضعنا اللبنات الأولى للمصالحة
أرغب في الذهاب ثانية إليها في القريب العاجل حتى نكمل ما بدأنا ، ربما تكوني معي في المرة المقبلة
حتى أضحك وأغوص

14 comments:

yara said...

جميل يا استاذ
حمدالله ع السلامة فكرتنى ببنت الايه دى بس تفتكر حلوة دلوقتى والا الصيف اجتاحها.. الحق اخدلى لفة والا استنى السنة الجاية ؟؟

arabic man said...

الله على مصر والاسكندرية نفسي أزورها شي يوم
تحية مني ليكم جميعا

NoOR said...

يا اسكندريه بحرك عجايب .........احلي ما الف عم نجم و احلي ما غني منير فكرتني بيها اقول ما اقرتها رحت مشغل الاغنيه انا بعشق اسكندريه في الشتا بس للاسف ميامي والكورنيش اتشوه بالابراج العجيبه اللي اتبنت هناك

Hilal CHOUMAN said...

بقولو نو اسكندرية بتشبه بيروت ما بعرف له..

تفاصيل صغيرة تنقلنا إلى داخل المشهد كما المحجبات الصغيرات أو المجندون الذين ينتظرون إنهاء خدمتهم العسكرية.

أهم ما في النص أنك تذكر اللحظة من غير أن تتدخل كما في المثلين السابقين فتجعل القارئ يلتقط رأيك من دون فجاجة.
استمتعت بالقراءة وجبتني ملاحظة: نجم بتاع زمان..
ملاحظة خبيثة
:)

أجدع واحد في الشارع said...

يااسكندريه يا ام الدنيا مش يا مصر
انا نفسى اعيش على البحر على طول نفسى اتكلم مع البحر بعد الساعه 3 . 4 بليل كده بيكون اسعد اوقات حياتى

Ahmed Rashwan said...

يارا
الله يسلمك ، آه طبعاً لسه حلوة ، تقدري تخدي لفة براحتك

إيهام
تنور مصر وإسكندرية ، أدينابس خبر قبل ما تيجي ونظبطلك زيارة جامدة
لإسكندرية

شغف
الله يسلمك صباح ومسا

نور
موافقك أن فيه حاجات كتيرة اتشوهت في إسكندرية ، بس أنا دايما بأدور على الحاجات اللي اللي لسه ما أتشوهتش فيها

فلان الفلاني
موجود يا فلان .. بس أنت دور وأكيد حيقولولك

هلال
فعلا فيه تشابه بينهم
عندي فيلم تسجيلي صورته في بيروت أسمه (بيروت أول مرة) وفي مقطع في الفيلم أسمه(شط إسكندرية/بيروت) عن التشابه بين المدينتين
التفاصيل المجردة بالفعل كانت مناسبة للنص لكن كنت أريد أن أعتمد أكثر على الصور
ملاحظتك على نجم صحيحة ، فنجم سقط كليا منذ أعوام ولا يفعل شيء الآن سوى المتاجرة بتاريخه

ابن الشارع
أحسن وقت فعلا تتفرج فيه على البحر
من 5 إلى 7 صباحا يعني الشروق ومن 5إلى 7 مساءا يعني الغروب ، بس فيه ناس بتحبه من 4-3 ليلا ، أذواق ياسيدي

Solo said...

اسكندرية نورت بأهلها يا رشوان

Eve said...

المكان حين نقيم علاقةً معه يصبح حميميّاً وموجعاً أكثر من أيّ أنثى... جميلةٌ هي كلّ هذه التّفاصيل، والصّور رائعة بشكلٍ يحبس الأنفاس :)

Anonymous said...

وحشتني قوي اسكندريه من زمااان مزرتهاش

بس اكتر حاجه نفسي فيها اني اروح في الشتا
بوست جميل

... said...

أحب هنا هذا التداخل بين الوصف والذكرى والإحساس بالأماكن والاشياء

أحببت الكلام فعلاً

شكراً لك

ADMIN said...

اسكندرية ماريا وتربها زعفران وبعدين لو عاوز تكون فى اسكندرية بجد اسمع اغنية فيروز شط اسكندرية ياشط الهوى

Ahmed Rashwan said...

سولو
إسكندرية منورة بيك وبكل أهلهااللي عايشين فيها
منورة بكل صاحب كلمة وصورة ورأي

شغف
أنا كمان باحب الصورة دي قوي
التقطها لي صديقي الفنان زكي عارف
وهو فنان حقيقي جامد بجد

إيف
ميرسي يا قمر

بسبس
في الشتا جميلة ، وفي الصيف كمان ، بس على حسب المكان وكام الساعة

حلم
وشكرا لك لأنك تفاعلتي معه

شاب اسكندراني
بأحب أسمع فيروز وشط إسكندرية طول الوقت لدرجة أني بألفها في سجاير :))

change destiny said...

في وسط كل طبقات الذكريات الكامنة في العقل تتسرب ذكرى الى قلبك معلنة انتصارها عليك و على النسيان و على الزمن
و تبقى خالدة لتؤرقك و تمنيك مستمتعة بمحاولتك الفلات منها و خوفك من أن تهرب هي

تلك هي الاسكندرية لكل من خرج منها

Ahmed Rashwan said...

change destiny
عندك حق يا ندا
إسكندرية تمارس معي كل تلك الألعاب
في الوقت الذي أحاول أنساه تخلع لي ردائها لتغريني
في الوقت الذي أحاول خيانتها بالبحث عن مدينة بديل تطل لتطلع ديني
وأخبار السلطنة إيه؟
تشعرين بالملل هناك ؟ حاولي أن تكون بالنسة لكي تجربة استثنائية وناس جدد
نعم، حاولي